ما معنى كلمة يثخن فى سورة الأنفال

 

قال تعالى فى سورة الأنفال آية 67 : ما كان لنبي أن يكون له أسرى حتى يثخن في الأرض
وقد ذكرت كلمة ثخن مرة واحدة فى القرآن فما معناها ؟

الجواب :
قوله : ( حتى يثخن في الأرض ) أي : يبالغ في قتال المشركين وأسرهم

ومعنى الآية الكريمة أى ما كان من شأن نبي من الأنبياء ولا من سنته في الحرب أن يكون له أسرى يتردد أمره فيهم بين المن والفداء إلا بعد أن يثخن في الأرض ، أي حتى يعظم شأنه فيها ويغلظ ويكثف بأن تتم له القوة والغلب ، فلا يكون اتخاذه الأسرى سببا لضعفه أو قوة أعدائه ، وهو في معنى قول ابن عباس ـ رضي الله عنه ـ : حتى يظهر على الأرض .

وقول البخاري : حتى يغلب في الأرض .
وفسره أكثر المفسرين بالمبالغة في القتل ، وروي عن مجاهد وهو تفسير بالسبب لا بمدلول اللفظ
وفي التفسير الكبير للرازي : قال الواحدي : الإثخان في كل شيء عبارة عن قوته وشدته ، يقال : قد أثخنه المرض إذا اشتدت قوة المرض عليه ، وكذلك أثخنه الجراح ، والثخانة : الغلظة . فكل شيء غليظ فهو ثخين . فقوله : حتى يثخن في الأرض معناه : حتى يقوى ويشتد ويغلب ويبالغ ويقهر .

وقال الشيخ الشعراوى فى خواطره حول الآية الكريمة :

وقول الحق سبحانه وتعالى:

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ } [الأنفال: 67].

قد جاء هذا الحكم بعد أن تم أسر كفار قريش وأخذوا إل المدينة، وتشاور رسول الله صلى الله عليه وسلم مع الصحابة بشأنهم ووصلوا إلى رأي. إذن فالحكم جاء بعد أن انتهت العملية، والدليل على ذلك أن الله سبحانه وتعالى لم يغير الحكم، فظل الأسر والفداء. إذن: { مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ } أي ما ينبغي لنبي أن يكون له أسرى حتى يقسو على الكفار في القتال.

ويريد الحق سبحانه وتعالى هنا أن ينبه المؤمنين إلى أنهم لو كانوا يريدون الأسرى لعرض الدنيا، كأن يطمع أي واحد في من يخدمه، أو يطمع في امرأة يقضي حاجته منها، أو في مال يبغي به رغد العيش، كل ذلك مرفوض؛ لأنه سبحانه وتعالى لا يريد من المؤمن أن يجعل الدنيا أكبر همه، بل يريد الحق من المؤمنين أن يعملوا ويحسنوا الاستخلاف في الأرض؛ ليقيموا العدل على قدر الاستطاعة؛ وليجزيهم الله من بعد ذلك بالحياة الدائمة المنعمة في الجنة.

ولذلك قال الحق تبارك وتعالى:

{ مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَكُونَ لَهُ أَسْرَىٰ حَتَّىٰ يُثْخِنَ فِي ٱلأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ ٱلدُّنْيَا وَٱللَّهُ يُرِيدُ ٱلآخِرَةَ وَٱللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ } [الأنفال: 67].

اذا اتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم
لا تنسنا من دعوة صالحة بظهر الغيب

Scroll to Top
close