لماذا نهى النبي ﷺ عن التبــتل

لماذا نهى النبي ﷺ عن التبــتل للقادر على الزواج ؟

عن ابن عباس: أن رجلا شكا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العزوبة فقال: ألا أختصي؟ فقال: (ليس لنا من خصى أو اختصى) . رواه الطبراني.

وقال سعد بن أبي وقاص: رد رسول الله صلى الله عليه وسلم على عثمان بن مظعون التبتل، ولو أذن له لاختصينا.رواه البخاري.

أي لو أذن له بالتبتل لبالغنا في التبتل حتى يفضي بنا الامر إلى الاختصاء.

قال الطبري: التبتل الذي أراده عثمان بن مظعون تحريم النساء والطيب وكل ما يتلذذ به فلهذا أنزل في حقه: (يأيها الذين آمنوا لا تحرموا طيبات ما أحل الله لكم ولا تعتدوا، إن الله لا يحب المعتدين)

كما راعت الشريعة الإسلامية حاجات النفس الإنسانية بما يتوافق مع طلب الآخرة من غير إجحاف ولا إفراط.
وفي هذا الحديث يخبر سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه: أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يأذن لعثمان بن مظعون رضي الله عنه في التبتل، والمراد بالتبتل: الانقطاع عن النكاح واعتزال النساء، وما يتبعه من الملاذ إلى العبادة؛ لأن ترك ملاذ الحياة والانقطاع للعبادة من الغلو في الدين والرهبانية المذمومة.

ويذكر سعد رضي الله عنه أنه لو أذن النبي صلى الله عليه وسلم لابن مظعون رضي الله عنه في ترك النكاح «لاختصينا»، والخصاء: هو الشق على الأنثييـن وانتزاعهما. وقول سعد رضي الله عنه: «اختصينا»؛ لإرادة المبالغة، أي: لبالغنا في التبتل حتى يفضي بنا الأمر إلى الاختصاء، ولم يرد به حقيقة الاختصاء؛ لأنه حرام، وقيل: بل هو على ظاهره، وكان ذلك قبل النهي عن الاختصاء.

إذا أتممت القراءة شارك بذكر سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

Scroll to Top
close